يسعى الكتاب إلى تشريح ظاهرة الاستبداد واستقراء أعراضه في الخطاب الثقافي العربي وتلبسه بالسياسة مثلما تتلبس العلة بالجسم حد إنهاك الكيان. وقد استجمع الكاتب نبيل سليمان تجربته الأدبية والفكرية لنقد الاستبداد وتشخيص أدواته وبيان تجلياته بطريقة العالم بحفريات المعرفة، وبأسلوب أخاذ ينبه إلى خطورة ما تحمله الثقافة العربية المعاصرة من بذور الاستبداد وما تولده في وعينا الثقافي من انتكاسات وعجز على التقدم والتحرر. ويحرض الكتاب كل قارئ فطن، على اكتشاف سوءة الثقافة العربية وأسباب تدهور المجتمعات وتنامي مظاهر الصراع، حين يصبح الاستبداد آفة تسري في الهواء الذي نتنفسه وعائقاً يمنع الشعوب من رؤية أفق مستقبلها.